سورة هود - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} يريد: التَّوراة وما أنزل الله فيها من الأحكام {وسلطان مبين} وحجَّةٍ بيِّنةٍ، وهي العصا.
{وما أمر فرعون برشيد} بمرشدٍ إلى خيرٍ.
{يقدم قومه} يتقدَّمهم إلى النَّار، وهو قوله: {فأوردهم النار} أدخلهم النار {وبئس الورد المورود} المدخل المدخول.
{وأُتْبِعُوا في هذه} الدُّنيا {لعنة} يعني: الغرق {ويوم القيامة} يعني: ولعنة يوم القيامة، وهو عذاب جهنَّم {بئس الرفد المرفود} يعني: اللَّعنة بعد اللَّعنة، وقوله: {منها قائمٌ وحصيد} أَيْ: من القرى التي أُهلكت قائمٌ بقيت حيطانه، وحصيدٌ مخسوفٌ به قد مُحي أثره.
{وما ظلمناهم} بالعذاب والإِهلاك {ولكن ظلموا أنفسهم} بالكفر والمعصية {فما أغنت عنهم} ما نفعتهم وما دفعت عنهم {آلهتهم التي يدعون} يعبدون {من دون الله} سوى الله {وما زادوهم} وما زادتهم عبادتها {غير تتبيب} بلاءٍ وهلاكٍ وخسارةٍ.
{وكذلك} وكما ذكرنا من أهلاك الأمم {أخذ ربك} بالعقوبة {إذا أخذ القرى وهي ظالمة} يعني: أهلها.


{إنَّ في ذلك} يعني: ما ذكر من عذاب الأمم الخالية {لآية} لعبرةً {لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس} لأنَّ الخلق كلهم يحشرون ويجمعون لذلك اليوم {وذلك يوم مشهود} يشهده البرُّ والفاجر.
{وما نؤخره} وما نؤخِّر ذلك اليوم فلا نُقيمه عليكم {إلاَّ لأجلٍ معدود} لوقتٍ معلومٍ، ولا يعلمه أحدٌ غير الله سبحانه.
{يوم يأتِ} ذلك اليوم {لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيد} فمن الأنفس في ذلك اليوم شقيٌّ وسعيدٌ.
{فأمَّا الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق} وهما من أصوات المكروبين والمحزونين، والزَّفير مثل أوَّل نهيق الحمار، والشَّهيق آخره إذا ردَّده في الجوف.
{خالدين فيها ما دامت السموات والأرض} أبداً، وهذا من ألفاظ التأبيد {إلاَّ ما شاء ربك} أن يُخرجهم، ولكنَّه لا يشاء ذلك، والمعنى: لو شاء أن لا يخلِّدهم لقدر. وقيل: إلاَّ ما شاء ربك. يعني: إلاَّ مقدار مكثهم في الدُّنيا والبرزخ والوقوف للحساب، ثمَّ يصيرون إلى النَّار أبداً، وقوله: {عطاء غير مجذوذ} أَيْ: مقطوعٍ.
{فلا تك} يا محمَّدُ {في مرية} شكٍّ {ممَّا يعبد هؤلاء} أيْ: مِن حال ما يعبدون في أنَّها لا تضرُّ ولا تنفع {ما يعبدون إلاَّ كما آباؤهم من قبل} أَيْ: كعبادة آبائهم، يريد: إنَّهم على طريق التَّقليد يعبدون الأوثان كعبادة آبائهم {وإنا لموفوهم نصيبهم} من العذاب {غير منقوص}.


{ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه} هذه الآية تعزيةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتسليةٌ له باختلاف قوم موسى في كتابه {ولولا كلمة سبقت من ربك} بتأخير العذاب عن قومك {لَقُضي بينهم} لَعُجِّل عقابهم، وفُرِغَ من ذلك {وإنهم لفي شك منه} من القرآن {مريب} موقعٍ للرِّيبة.
{وإنَّ كلاًّ} من البرِّ والفاجر، والمؤمن والكافر {لما} يعني: لمَنْ، في قول الفرَّاء، وفي قول البصريين {ما} زائدة، والمعنى: وإنَّ كلاً {ليوفينهم ربك أعمالهم} أَيْ: ليتمنَّ لهم جزاء أعمالهم.
{فاستقم} على العمل بأمر ربك والدُّعاء إليه {كما أمرت} في القرآن {ومن تاب معك} يعني: أصحابه، أَيْ: وليستقيموا هم أيضاً على ما أُمروا به {ولا تَطْغَوا} تواضعوا لله ولا تتجبَّروا على أحدٍ {إنه بما تعملون بصير} لا تخفى عليه أعمال بني آدم.
{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} لا تُداهنوهم ولا ترضوا بأعمالهم، يعني: الكفَّار {فتمسكم النار} فيصيبكم لفحها {وما لكم من دون الله من أولياء} من مانع يمنعكم من عذاب الله {ثم لا تنصرون} استئنافٌ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8